روايات

رواية عرف صعيدي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم تسنيم المرشدي

رواية عرف صعيدي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم تسنيم المرشدي

رواية عرف صعيدي الجزء التاسع والعشرون

رواية عرف صعيدي البارت التاسع والعشرون

رواية عرف صعيدي
رواية عرف صعيدي

رواية عرف صعيدي الحلقة التاسعة والعشرون

( عودة حميدة )
______________________________________

_ عاد بعدما أوصل زوجته إلى منزل عائلتها أثناء حضور صديقه الذي أمره بالمجيء فلقد لبي أمره على الفور

_ يقف محمود في توتر شديد خشية أن يلقى ما يكسر خاطره، إستشف طاهر إرتباكه فهو على علم بتصرفاته إن كان على ما يرام أم أن هناك أمراً آخر

_ حمحم وحاول تلطيف الأجواء المشحونة بالتوتر:-
مالك مش على بعضك إكده ليه أومال لو مكنتش عريس إياك!

_ طالعه محمود بنظرات مذهولة غير مصدق ما سمعته أذنيه، إلتوى ثغره ببسمة إزدادت إتساعاً كلما أدرك الأمر، أقترب بخطاه منه يتأكد من حدسه:-
جصدك تجول أنها وافجت؟

 

 

_ أماء له طاهر مؤكداً فلم يستطع محمود منع سعادته التي تشكلت في عناق دافئ شاركه مع طاهر، تعجب الآخر من تصرفه وتسائل كثيراً عن كيفية رضاه بشقيقته بعدما قيل عنها أمامه

_ هل يمكن للحياة أن تبتسم في وجهها وتعوضها عما عاشته طيلة السنوات الماضية؟
هل ستتغاضي عن أخطائها وكأن شيئاً لم يكن؟
هل ستحظى ”صباح” بحياة هنيئة بجوار صديقه لطالما حمد الله علي أخذه لتلك الخطوة حتى يطمئن على شقيقته مع رجل مثله..

_ ربت طاهر بحب على ظهر صديقه ثم تراجع للخلف محمود وبنبرة ملهوفة هتف:-
يدوبك نلحج نطلع الباسبور يا صاحبي، خليها تجهز على لما أجيب حاجة من الدار وأفوت أخدكم عشان نخلصوا الإجراءات جوام

_ وافقه طاهر ومن ثم إنصرف كليهما في الإتجاه المعاكس لكلاً منهما، صعد طاهر متجهاً إلى غرفة “صباح” لكي يحثها على تحضير كل ما ستحتاجه في ذلك المشوار

_ طرق الباب وهم بالدخول حين سمحت له، بوجه عابس ونبرة حادة حدثها:-
جهزي حالك عشان هنروحوا مع محمود يطلع لك باسبور

_ أنهى طاهر جملته وإنتبه على حقيبة سفرها الموضوعة بجانب الخزانة، عقد ما بين حاجبيه متعجباً من وجودها هناك، فمكانها أعلى الخزانة إذاً ماذا تفعل هنا بالأسفل؟

_ حمحم قبل أن يسألها بفضول:-
الشنطة ديي بتعمل إيه إهنه؟

_ رفعت “صباح” بصرها عليه وملامحها مازالت جامدة لا يظهر منها أي مشاعر سوى الجفاء وأردفت بنبرة خالية من الروح:-
جهزتها عشان مفيش حاجة تعطلني عن السفر وجت ما يجول هنمشوا

_ حالة من الذهول التام قد سيطرت على خلايا طاهر، حاول هضم ما تفوهته لكنه لم يستطع، قادته قدميه إليها معاتباً إياها بكلماته:-
للدرجة ديي رايدة تهجي وتهملينا؟

_ تفاجئت صباح برده العجيب، إلتوى ثغرها للجانب بتهكم شديد مردفة بعض الكلمات المستاءة:-
لاه وأنت الصادج أني رايدة أهج يمكن ترتاح، وعاري يغور معايا

 

 

 

_ إتسعت حدقتي طاهر بعدم إستيعاب لما تفوهته للتو ناهيك عن ظنونها السيئة به والتي رفض البتة أن يتقبلها:-
إوعاكي تكوني مفكرة إني وافجت على محمود عشان أخلص منيكي؟ أنتِ تستاهلي جطع رجابتك صوح بس في الأول والأخر أنتِ خيتي من دمي وأمي وصتني عليكي وأنتِ لو تعرفي خوكي زين هتعرفي أنه عمره ما يجدر يبيعك لأي حد واصل

_ رمشت بأهدابها مرات متتالية ساخرة من حديثه:-
إيوة إيوة بأمارة ما وافجت على صاحبك اللي اتجدم ليلة المشكلة ديي صدفة أكيد

_ إستشاط طاهر غيظاً من سذاجة تفكيرها المحدود وصاح بها منفعلاً:-
يا بهيمة إفهمي أنتِ مش شروة عشان أبيع وأشتري فيكي أنتِ خيتي وعمري ما كنت هوافج على أي واحد والسلام، بس ديه محمود أني أدرى واحد بأخلاجه ومتوكد أنه عمره ما هيحزنك، أني لو مكنتش متوكدة من نيته مكنتش وافجت عليه

_ لم تقتنع صباح بما قاله، قلبها بات محبطاً للغاية ولم تعد تثق في أقل الأشياء بساطة، فمن وعد خان ولم يكتفي بذلك بل تزوج من أخرى دون رأفة لمشاعرها حتى وإن كان مجبراً على خطبتها..

_ أخرجت تنيهدة حزينة وبإستسلام شديد أردفت:-
أهي جوازة والسلام

_ إستنكر طاهر ما تردفه ولم يكن في مزاج سوي يسمح له بوضع مبررات ستكون واهية بالنسبة لها، نهض من مكانه وأعاد تكرار ما حثه عليها في البداية:-
جهزي حالك جوام محمود على وصول

_ لم تجيبه فتابع خطاه إلى الخارج لكن ضميره قد منعه من مواصلة سيره قبل أن يقنعها بعدم إجبارها على شيئ، إستدار بجسده وطالعها بوقت قبل أن يهتف قائلاً:-
أني معايزكش تعملي حاجة عشان تهروبي من حاجة أنتِ وحديكي اللي بتفكري فيها، الدار ديي دارك جبل ما تكون داري، يعني مطرحك إهنه وإن كنتي رايداني أجول لمحمود معندناش بنتة للجواز هجوله المهم متبجيش مجبورة على حاجة!

_ سقطت عبرة تلاها شلال من العبرات التي تعبر عن ما تشعر به من حزن شديد ناهيك عن قلبها المحطم، لا تدري أيهما الأفضل لها ولمستقبلها، لكن ما تجيد علمه أن المستقبل لن يكون في أزهى عصوره في المكان الذي سبق وحضر دنائة الماضي..

 

 

 

_ عليها المغادرة لتحيا بحياة طيبة إن وجدت من الأساس، تفاجئت صباح بإجبارها على الوقوف والأحر عناقه لها

_ يا له من شعور رائع، لا يقدر بثمن، لا يمكن للكلمات وصف تلك اللحظة التي داوت الجراح كما إلتأم القلب المكسور من خلفها وشُفيت الروح من أي شقاء، فقط عناق غير مدبر له تسبب في تبخر كل الآلام التي كانت بداخلها، لقد ذهب عنها الغضب التي إكتسبته في صفاتها منذ الصغر!!

_ أهذا كان الحل طيلة الوقت ولم يوفره لها أحد، أزفرت صباح أنفاسها مطلقة عدة تنهيدات خلف بعضهم قائلة:-
أه يا أخوي، أني كنت تعبانة جوي

_ تراجع طاهر للخلف فأسرعت هي بضمه مرة أخرى مرددة بتوسل:-
خليني إكده هبابة

_ إبتسم طاهر لطلبها مرحباً به بقوله:-
غالي والطلب رَخيص

_ مرت دقائق لم تشعر بمرورها صباح فكانت تزداد تشبثاً به كلما حاول الإبتعاد عنها، أنتبه طاهر لرنين هاتفه فسألها دون تكلف:-
ديه أكيد محمود، ها جولتي إيه؟ أجوله بلاها جواز؟

_ إبتعدت هي عنه ونكست رأسها مجيبة إياه بخجل:-
لاه

 

 

 

_ سألها مرة أخرى للتأكيد:-
متوكدة؟

_ أماءت له برأسها ثم رفعت بصرها عليه معللة سبب موافقتها على زيجتها من محمود:-
أني رايدة أهمل البلد ديي يا طاهر مليش عين أبص في عيون الخلج بعد اللي حوصل واللي إتجال..

_ قاطعها طاهر مستاءً من حديثها الساذج، فما دوره هنا إن لم يوفى لها الحماية؟:-
أني جادر أكتم أي خشم عيتحدت عنيكي عفش يا صباح

_ أسرعت مؤكدة علمها بشهامته قائلة:-
خابرة، بس إن كنت بتحبني ورايد مصلحتي صوح سيبني أهمل البلد ديي رايدة أمشي منيها بأي طريجة

_ لم يستطع طاهر إبداء رفضه بعد أن رأى تمسكها بالسفر ومغادرة البلدة التي لم يروا فيها سوى كل سوء، إنتبهوا على رنين الهاتف للمرة الثانية فحثته صباح على الرد بنبرة لينة:-
رد عليه على لما أجهز حالي جوام

_ أماء لها بقبول ثم إنسحب من الغرفة لكي تبدأ هي في تجهيز ما ستحتاجه معها ناهيك عن تبديل ثيابها بينما أجاب طاهر على صديقه الذي أخبره بوقوفه أمام المنزل فانضم له طاهر على الفور في إنتظار كليهما حضور صباح..

______________________________________

_ انسحب الجميع من الغرفة متعمدين ترك لهم المساحة الكافية حتي يتوددوا إلى بعضهم البعض ويزول أي خلاف بينهم..

_ أزفر مصطفى أنفاسه براحة حين باتت الغرفة خالية إلا من كليهما، إقترب من ورد وابتسامته مرسومة على محياه، جلس مقابلها على الفراش وبلهجة تشع منها الشوق قال:-
إتوحشتك يا وردة مصطفى

_ قابلته بملامح جامدة وعاتبته بلطف:-
كيف جدرت تهملني كل المدة ديي؟

 

 

 

_ انحني عليها مصطفى وطبع قُبلة حارة على جبينها وأردف معتذراً:-
حجك عليا يا وردتي، عملت إكده عشان مصلحتك عشان متشليش مني لو إتعصبت عليكي أو رطرطت بالحديت الماسخ، الموضوع كان صعب عليا جوي فوج ما تتخيلي، هلال ديه مكنش أخوي وبس ديه كان ابني كمان موته كان صعب جوي والأصعب أن إحنا معارفينش نجيبوا أبن الفرطوس اللي عمل أكده، جلبي كان عيتوجع على أخوي اللي انجتل غدر كل يوم ويزيد عن اليوم اللي جبليه، ويوم لما أعرف مين الجاني تطلعي كنتي عارفة مكنش سهل عليا واصل

_ صمت مصطفى من تلقاء نفسه فهو لا يريد أن يطيل في الماضي، يكفيه ما عاشاه في الفترة الأخيرة، وعليهم تبديل أحزانهم إلى أفراح لا تنتهي، عليهم تعويض كل ثانية قد مرت وهما مفترقين

_ أخرج مصطفى تنيهدة ثم حاول تغير مسار الحوار، إتسعت حدقتيه حين تذكر فضحها لأمره وإسترسل معاتباً بحدة مصطنعة:-
بجا تفتني عليا وتجولي جدامهم إني سرجت المانجا؟!

_ ذُهلت ورد مما صغت إليه وتمتمت ما قاله بعدم تصديق:-
أني جولت أنك سرجت المانجا!

_ ضاق بعينيه عليها مؤكداً لها ما لا تصدقه:-
كنتي بتخرفي في البنچ وجولتي على كل حاجة

_ فغرت فاها ببلاهة وهي تعيد رسم وجوه الحاضرين وهي تخبرهم بسرقته للمانجا، لم تستطع الصمود وإنفجرت ضاحكة مرددة من بين ضحكاتها:-
بوك جال إيه؟

_ حرك رأسه مستاءً من إلام والده الذي لم يتوقف منذ علمه بالأمر وأخبرها به:-
مهملش فرصة إلا واتمجلس عليا

_ تعالت ضحات ورد فأشعلت بها فتيل غيظه نحوها، أقترب منها وعينيه مصوبة عليها:-
بجا أخرتها تفضحيني يابت المنشاوي ماشي لينا دار يترد لك اللي عملتيه

_ نظرت ورد إلى الأعلى متحججة بمرضها بثقة عمياء:-
يدي تمنعك تعمل أيتها حاجة

 

 

_ قهقه مصطفى عالياً وبتهكم مصحوب بالعجرفة في نبرته تمتم:-
يتمنعن وهن الراغبات

_ فغرت ورد فاها ببلاهة مصدرة شهقة قوية فلم تصدق ما أردفه للتو ورددت كلماته بذهول:-
أني بتمنع وأني اللي رايدة؟

_ نهض مصطفى عن مقعده وأولاه ظهره وهو يقلد بعض النقاش بصوتها:-
كيف جدرت تهملني كل المدة ديي
خوفت تعرف إني فايجة تهملني تاني، خليتني نايمة عشان صوتك ميبعدش عني!

_ لم يتوقف عن الضحكات الإستفزازية التي نجحت في إخراج ورد عن هدوئها وإنفعلت عليه بحنق:-
أني أستاهل ضرب البلغة إن لساني خاطب لسانك تاني

_نكست رأسها وقد احتدت تعابيرها ناهيك عن عقدها لحاجبيها بغضب خُلق من خلف سخريته، توقف مصطفى عن الضحك بصعوبة وأدلف بخطاه منها وعاد إلى وضعه أمامها، سحب نفساً عميق وبهدوء سمح لنفسه في تذوق شهد شفتيها لطالما افتقدها كثيراً

_ شعر بالسكون يجتاحه حين أطمئن قلبه بوجودها مرة أخري، في الجهة المقابلة لم تتوقع ورد ردة فعله الرقيقة تلك، فأعتقدت أنه سيقدم اعتذار عن سخريته لها لكنه فعل مالم تستطع منعه من فعله، شعرت بعودتها إلى موطنها، إلى ديارها لطالما تمنت أن تحظي بعودته سريعاً..

_ لم تصمد أمام مشاعرها المتأججة والتي تطالب به وبادلته القُبلة فضاعفت من حرارتها، شعر مصطفى بإنهيار قوته وحتماً سيحدث مالا يحمد عقباه إن طالت القُبلة لأكثر من ذلك

_ تراجع بهدوء تاركاً شفتيها على مضضٍ، فهو لم يشعر بالرضاء فيها لكن عليه التريث في النهاية هي عادت إليه وسيرضي رغباته عاجلاً..

 

 

 

_ تحول لون عينيها إلى الإحمرار الشديد، لم تقدر على مواجهة عينيه وأستندت برأسها على صدره فأحاطها هو وباتت هي حبيسة ذراعيه، تنهد مصطفى قبل أن يردف:-
جومي خليني نهمل المستوصف، الداكتور جال إنك زينة وتخرجي في أيتها وجت تحبيه

_ حركت رأسها موافقة ثم إبتعدت عنه فساعدها هو على إرتداء وشاحها وكذلك ساعدها على النزول برفق من أعلى الفراش، شعرت ورد بالدوران يعصف برأسها ما أن ن وضعت قدميها على الأرض، أستندت على ذراع مصطفى سريعاً قبل أن تسقط أرضاً فأثارت قلقه عليها وسألها بإهتمام:-
مالك في إيه؟

_ ردت عليه بنبرة مرهقة:-
دايخة جوي

_ بإهتمام بائن سألها مستفسراً:-
أخر مرة كلتي فيها كانت ميتي؟

_ فكرت ورد لبعض الوقت ثم أجابته حين لم تصل إلى إجابة صريحة:-
مخابراش

_ طالعها مصطفى مستاءً من إهمالها وعاتبها بدافع الحب:-
كماني!! يعني النهاردة مأكلتيش حاجة واصل، بتعملي في حالك إكده ليه يا ورد؟

_ حاول مصطفى كبح غضبه وواصل إسترساله:-
ملحوجة، أني هعلمك تاخدي بالك من حالك كيف بعد إكده

_ أنهى جملته ثم تفاجئت ورد بإنحناءه على ركبتيها فأسرعت في سؤاله:-
هتعمل إيه؟

_ بسلاسة رد عليها:-
هشيلك مش بتجولي دايخة

_ أبدت ورد رفضها لما ينوي على فعله قائلة:-
لاه أني زينة

_ لم يكترث لها وبالفعل في أقل من الثانية كانت بين ذراعيه، أعادت ورد تكرار محاولة منعه بخجل مفرط:-
يا مصطفى هتمشي كيف وسط الخلج إكده نزلني عشان خاطري

_ برفض تام أردف:-

 

 

عشان خاطرك مهنزلكيش، من إهنه وجاي كل حاجة بحساب خطوتك بحساب ووكلك بحساب حتي نومك بحساب، إسمعي حديتي عشان منتعبش مع بعض لسه جدامنا ٨ شهور

_ بتعب هتفت:-
ديه بينه مرار طافح داخلين عليه

_ لم يهتم لسخافة كلماتها وهتف بلا مبالاة وهو يسير بها إلى الخارج:-
سميها زي ما تسميها، إستعنا بالله

_ دفنت ورد رأسها في كتفه ما أن ظهر كليهما للمارة فلن تتحمل رؤية أعينهم المصوبة عليهم يكفيها شعورها بالحياء لهذا الوضع الجرئ

_ سار مصطفي بخطاه في ذلك المرر ومنه إلى المصعد الكهربي ولم يهتم لأعين الجميع عليه، فوضعهم من القلائل التي تحدث في المكان وبالتالي الأنظار كانت مسلطة عليهم..

_ وصل إلى السيارة فاضطر إلى إنزالها لكي يفتح السيارة، هرولت ورد إلى مكانها ما أن صغت لصوت السيارة التي يؤكد فتح أبوابها، جلست في المقعد الأمامي سريعاً قبل أن يتدخل مصطفى في تلك المسألة هي الأخري..

_ إستقل مصطفى في مكانه وقبل أن يتحرك إلتفت إلى ورد وتناول يدها ثم وضع قُبلة رقيقة داخل كفها مرحباً بها بنبرة متيمة:-
نورتي دنبيتي من جديد

_ بادلته ورد إبتسامة لم تصل إلى مرآى عينيه بسبب وشاحها، أعتدل مصطفى إلى جلسته ودعس بقدمه على المحرك فتحركت بهم السيارة عائداً بها إلى السرايا التي ستبتهج اليوم بعودة وردته..

______________________________________

 

 

 

_ ولج ضيف إلى غرفته لكي يري إلى درجة وصلت إليها صفاء في التجهيزات، كذلك ليخبرها بحضور عائلته التي إستقبلتهم صفية بحفاوة لحين مجئ إبنتها، تفاجئ بوقوفها أمام المرآة لا تفعل شيئ سوي مطالعة ذاتها في صمت..

_ قطب ضيف جبينه متعجباً من أمرها، فعلي ما يبدوا أنها شاردة الذهن فلم تلاحظ وجوده، توجه نحوها وحاوط خِصرها بذراعيه وأستند بذقنه على كتفها

_ إنتفضت صفاء مذعورة بسبب قربه المفاجئ، حاول ضيف طمأنتها بنبرته الحنونة:-
ششش متخافيشي، الجمر واجف سرحان في إيه؟

_ إستدارت إليه بوجه عابس لا يبشر بالخير، قطب ضيف جبينه من خلف تجهم تقاسيمها وردد متسائلاً باهتمام:-
واه مالك يا صفاء إيه الوش ديه؟

_ لم ترواغه فهي ليست على حالة تسمح لها بذلك، تنهدت وأخبرته عن سبب حزنها بنبرة مستاءة:-
مفرحناش يا ضيف، حاسة إننا إتسرعنا جوي على خطوة الجواز ديي، محساش كيف أي عروسة في مكاني دلوك

_ أضاق ضيف عينيه عليها لبرهة من الوقت قبل أن يعاتبها بقوله:-
أنتِ جاية دلوك تجولي أكده، بعد ما خلاص الفرح اتنصب وأبوي وافج…

_ قاطعته صفاء بعصبية:-
بوك موافجش بوك إتجبر يعمل إكده عشان منظركم جدام أهل البلد لكن لو عليه هيعلجنا إحنا التنين من رجابينا!!

_ طالعها ضيف دون رد، فكان مستاءً من حديثها الذي لن ينكر أنه ألمه، لقد فعل ذلك من أجل حبه لها، لم يطيق الإنتظار حتى تأتي الرياح إما بما تشتيه أنفسهم وإما عكس إرادتهم، لقد إفتعل الكثير من الأخطاء وتعدي الأعراف فقط من أجلها هي!!

_ ماذا عنها الأن؟ أكلماتها بمثابة تخلي واضح عنه أم ماذا؟ حقاً إنه مشتت للغاية ولا يدري ما عليه التفكير به حتى لا يحمل في قلبه حزناً منها

 

 

 

_ استشفت صفاء ما يوجد ما خلف هدوئه وتطلعه بها، حاولت ترتيب كلماتها بعناية قبل أن تردفهم لكي لا تحزنه إن لم يكن قد حزن من الأساس:-
أني خابرة إنك عملت كل ديه عشاني وعشان بتحبني، بس كل ما أفتكر الصراع اللي هنعيشه بسبب رفض أهلك ليا بضايج، أنت خسرت خلج كاتير جوي يا ضيف عشاني، هترجع تجوي علاجتك معاهم تاني ميتي وينفع من أساسه ولا لاه

_ صمتت لبرهة ووصلت مسترسلة:-
أني كنت بحلم بحياتي معاك بس حياة هادية مفيهاش مشاكل وصراعات، ونجعدوا نراضي في ديه ونصالح في ديه، وأني لسه الطريج في جامعتي كابير وطويل وهكون محتاچة هدوء أكتر عشان أعرف أنجح وبالمشاكل ديي مش هعرف أركز من أساسه

_ تفهم ضيف الوضع وحاول تخفيف عبئ التفكير من عليها:-
مفيهش صراعات طول ما أني موجود، صدجيني ياصفاء كل اللي عملته عشان أوصلك عندي إستعداد اعمل كده أضعاف بس تكوني مرتاحة وناجحة، وأني في ديك الساعة لما مرتي تكون الداكتورة صفاء!!

_ إقترب منها وحاوط خِصرها بإحدي ذراعيه وبالأخرى ملس على وجهها بنعومة وتابع حديثه:-
صدجيني كل حاجة خايفة منيها أني جادر أنهيها وبعدها عنك، ولو على أهلي هما بس لو عرفوكي صوح كل الصراعات اللي عتتحدتي فيها ديي هتزول لوحديها

_ رفع ضيف رأسها بيده الموضوعة على ذقنها لتعيد النظر إليه ثم هتف بحنق زائف:-
وبعدين للدرجة ديي مش واثقة في چوزك؟ معلوم أنتِ بجرة

_ تفاجئت صفاء من إهانته المتكررة ثم ضربته بكل ما أوتيت من قوة على صدره مرات متتالية خلف بعضهم فصاح عالياً بألم:-
أه حرام عليكي وجعتيني

_ توقفت صفاء عن الضرب متأثرة بحديثه وسألته بلهفة مختلطة بالخوف وهي تتفقد صدره بيده:-
فين اللي بتتوجع منيه؟ حاسس بإيه إنطج؟

_ حضن يدها الموضوعة علة صدره بيده ثم شكل بسمة عريضة على محياه وهو يردد:-
حاسس إني عايز أبوسك

_ تراجعت للخلف ولكزته في صدره بقوة فأنة هو بألم شديد فعادت إليه متوجسة خيفة خشية أن تكون أصابته بمكروه تلك المرة:-
أني اسفة..

_ وقبل أن تواصل بقية حديثها أطبق على خاصتها يلتهمهم بشوق ورغبة شعرت بها من تصرفاته فأسرعت في الإبتعاد عنه محذراه:-
أمي برا يا ضيف

_ فغر ضيف فاهه حين تذكر وجود عائلته وأخبرها بنبرة سريعة:-
وأبوي وأمي وأخواتي كماني برا

_ شهقت صفاء بصدمة ورددت بتوتر قد سيطر عليها:-
واه وأني هجابلهم كيف بعد اللي حوصل ديه؟

 

 

 

_ أوصد ضيف عينيه بضجر فمهما تحدث لا تنظر إلي كلماته قط، أعاد فتح عينيه وقال بتذمر:-
ما جولنا طول ما أني موجود مفيهش خوف!!

_ صممت الأخرى ولم تجيبه فحتماً إن أضافت شيئ يعبر عن مدى خوفها ستتعقد الأمور بينهم ففضلت الصمت ..

_ تابعت إرتدائها للفستان ومن ثم وضعت بعض المساحيق التي برزت ملامحها ثم نظرت إلى ضيف الذي علق علي مظهرها الرائع:-
أجمل عروسة شوفتها

_ تقوس ثغرها بإبتسامة خجولة فتابع هو قائلاً:-
همي نخرج نستجبل الخلج اللي برا ديي وبعدها أروح ألبس أني

_ أماءت له بقبول ثم تعلقت في ذراعه وسارت معه إلى الخارج وجوفها يرتجف من خلف تلك المقابلة التي حتماً لن تسُر خاطرها، لكن هيهات للقدر الذي يأتي عكس الأماني..

______________________________________

_ ابتسمت ورد تلقائياً حين رأت سرُادِق الزفاف ظهر أمامهم، إلتفتت برأسها إلي اليسار حيث مصطفى، ترددت قبل أن تخبره بمرادها لكن عليها الإسراع فسوف سيتخطون المنزل..

“مصطفى رايدة أسلم على صفاء جوام وأعاود”
_ هتفت بهم قبل أن يصلوا إلى منزل العروسين، أجابها مصطفى برفض:-
أنتِ تعبانة يا ورد والمفروض ترتاحي

_ أصرت على مرادها متوسلة إياه بلطف:-
مهطولش كلاتها خمس دجايج أبارك لها وأشوفها وهي عروسة ونمشوا طوالي

_ رأي مصطفى التوسل في نبرتها فلم يحب أن يبدي رفضه فهما خمس دقائق فقط حتماً لن تشعر بالتعب فيهما، أوقف سيارته أمام المنزل وتصرفه كان خير رد لطلبها..

_ هللت ورد في سعادة بالغة:-
ربنا يخليك ليا

_ التفت حيث تجلس وبهدوء أردف:-
أي خدمة

 

 

 

_ كادت ورد أن تترجل إلا أنه منعها معللاً أسبابه:-
هديله خبر لاول جبل ما تدجي الباب

_ وافقته الرأي ثم هاتف مصطفى ضيف وتفاجئ بالضجة من حوله فقال ساخراً:-
وأني اللي جولت إنك…

_ قاطعه ضيف حين استشف ما يرمي إليه وأسرع في نفي أفكاره السيئة:-
يابني جولت لاه لاه مش أني اللي أعمل إكده

_ قهقه مصطفى غير مصدق ما يحاول إقناعه به، توقف عن الضحك وأخبره بوجوده في الخارج فرحب به ضيف ونهض ليخرج له علي الفور..

_ أعاد مصطفى النظر إلى ورد وحثها علي معرفة ما يريد معرفته:-
بجولك يا ورد

_ أجبرت أذنيها على الإصغاء جيداً فتابع ما يريده تحت نظرات ورد المذهولة مما يخبرها به، أنهي حديثه فأبدت هي رفضها التام:-
لاه طبعاً مش هعمل إكده

_ رمقها مصطفى بنظرات مستاءة وبعصبية قال:-
هو أني بجولك هاتي تفاصيل!، يا أه يا لاه

_ سألته بفضول:-
ليه يعني؟

_ أوضح لها قائلاً:-
صاحبي ورايد أبارك له

_ ظهر ضيف من خلف باب منزله فالتزمت ورد الصمت، إلتفت إليها مصطفى وحثها على ضرورة معرفة ما يريده فأجابته بفتور:-
ربنا يسهل

_ جحظت عيني مصطفى على ردها المبهم وأسرع في التأكيد عليها:-
مفيهش ربنا يسهل فيه هتعرفي يا ورد

_ حركت رأسها مستنكرة وترجلت من السيارة، ألقت السلام على ضيف وقبل أن تسأله عن صفاء تفاجئت بيدها تشير من خلف الباب لكي تجذب انتباهها إليها

_ ولجت نحوها سريعاً وتقابلن بالعناق كما حرصت ورد على التريث في حركتها لكي لا يؤلمها ذراعها المخلوع..

_ شعرت ورد بحياء حين رأت عائلة ضيف، رحبت بهم مختصرة حديثها معهم ثم استأذنت منهن صفاء وصعدت إلى غرفتها لكي تنفرد بورد قليلاً لربما تستمد منها القوة لطالما لا تتحلى بها سوى في وجودها..

______________________________________

 

 

 

_ أنهى محمود الإجراءات اللازمة لعمل جواز السفر لصباح، أصر علي ضايفتهم لكن طاهر أبدي رفضه وبشده، فما كان في يد محمود سوي شراء العصير الطازج لثلاثتهم..

_ حمل أكواب العصير وعاد إليهم، ناول طاهر الجالس بجواره أولاً ثم إستدار بجسده للخلف لكي يعطي صباح مشروبها لكنها كانت شاردة الذهن لا تنتبه عليه

_ أضطر محمود إلى إصدار حمحمة قوية لكي يجذب انتباهها مضيفاً:-
إتفضلي

_ انتبهت إليه فأعاد تكرار ما قاله:-
اتفضلي العصير

_ تناولته منه فلسمت يده الخشنة، قشعر بدنهم وكأنه حدث صاعق كهربي إهتز كليهما إثره، إبتلعت صباح ريقها وهربت بنظرها بعيداً عنه بينما إعتدل محمود في جلسته بشعور غريب تملك منه..

_ دعس على المحرك وإبتعد عن المكان قاصداً العودة إلى منزل طاهر، لم يمنع نظريه من التطلع في ملامح صباح من المرآة الخارجية، ظهرت إبتسامة علي محياه فإنه على حافة تحقيق حلمه ..

_ وصلا بعد عدة دقائق قليلة، ترجل طاهر أولاً وتبعه محمود ثم حان دور صباح التي تفاجئت أن هناك مشكلة في الباب فمحاولاتها على فتحه بائت بالفشل

_ طرقت على النافذة فإنتبه كليهما لها، توجه نحوها طاهر فأشارت إليه بأن الباب والنافذة معطلان، حاول طاهر فتحه مراراً وكذلك فشل مثلها..

_ تدخل محمود مطالباً بفرصته في النهاية هي سيارته ويجيد التعامل معها، حاول فتحها بشتي الطرق وعنيه معلقة على صباح التي شعرت بالخجل من نظراته التي لا تُرفع من عليها قط، نظرت أمامها أثناء نجاحه في فتح الباب تلك المرة

_ تنهد براحة ثم تراجع للخلف تاركاً لها مجالاً للمرور، أولاها ظهره وقد تقوس ثغره للمرة الثانية بإبتسامة عذبة لا تظهر سوى أمامها بينما ترجلت صباح وتابعت سيرها إلى منزل مباشرةً دون أن تلتفت

_ حمحم محمود ولم يود المغادرة قبل أن يأخذ منه ميعاداً لعقد القِران:-
نكتبوا الكتاب ميتي يا صحابي؟

 

 

 

_ طالعه طاهر لوقت لا يعلم سبيل للإجابة عليه، تولي محمود تلك المهمة التي يريد إنهائها في أقرب فرصة بقوله:-
ياريت يبجي بكرة رايد أخلص كل حاجة جبل أيام السفر عشان بتبجي ملخبطة

_ فكر طاهر لبعض الوقت ولم يري هناك أي مشكلات ليرفض فأسبق بالقبول متمنياً لهم السعادة:-
على خير الله

_ قابله محمود بإبتسامة عريضة تعجب لها طاهر لكنه لم يعقب، دعاه إلى الداخل لكنه رفض وأستأذن للمغادرة وبالفعل غادر بعد أن ودعه، إختلس النظر إلى نافذة غرفتها لعله يلمح طيفها

_ إرتخت ملامحه بحزن حين لم يراها، أنتبه لقيادته وآلاف الأفكار قد راودته في تلك اللحظة، رسم مواقف عِدة لهما بقرب بعضهما البعض، ظهرت إبتسامته الثالثة اليوم فعلي ما يبدوا أن الأيام القادمة ستضحك في وجهه وتفرد له ذراعيها وتقابله بالقُبلات الحارة..

______________________________________

_ صف مصطفى سيارته أمام باب السرايا فتفاجئوا بإطلاق النيران ترحيباً بعودة ورد إلى السرايا من قِبل رجال الغفر، شكلت إبتسامة سعيدة على محياها وكادت أن تترجل إلا أنه أوقفها بسؤاله:-
سألتي صفاء ولا لاه؟

_ إلتفت إليه ورد بوجه خجول، لا تعلم كيفية إخباره فيما لا يخصه ولا يعنيه، تنهدت بقوة مبدية تذمرها من سؤاله فهتف هو مستاءً:-
جولي آه يا لاه بس إكده أنتِ اللي مصعباها على نفسك

_ إبتلعت ريقها وألقت بالكلمة سريعاً:-
أه

_ ترجلت من السيارة سريعاً لكي تمنع أي أسئلة قد تقابلها منه بينما هلل مصطفى عالياً وهو يصفق بيديه:-
يا حلاوتك يا ضيف ده أنت مش هتتعتج من تحت يدي

_ ترجل هو الأخر ورافقها إلى الداخل، قابلتهم هويدا بالزغاريد التي عمت السرايا، أزاحت ورد عن وشاحها فظهرت إبتسامتها التي تغزو شفتيها الوردية، عانقتها هويدا بحب مرحبة بها:-
السرايا زادت نور وبهجة بطلتك ورد

_ بادلتها ورد عناقها بحب صافي، تدخلت السيدة نادرة نافية حديث هويدا بقولها:-
لاه وأنتِ الصادجة ديي كانت مضلمة ومنورتش إلا بعودتها

 

 

 

_ أقتربت منهن وقبلت ورد من وجنتيها بسعادة غامرة، بادلتها ورد إبتسامة عذبة وردت عليها بحياء معانق للإمتنان:-
تسلمي يا ست نادرة بس هي كانت منورة بأهلها

_ أسرعت نادرة بالرد عليها معدلة حديثها:-
أول هام بطلي كلمة ست نادرة ديي جوليلي ياما كيف ما عتنادي أمك وتاني هام السرايا مكنش ليها طعم كانت ماسخة من غيرك شوفي يا ورد حتي لما كنا بتناجروا جصاد بعضينا كان ليه طعم تاني، حتي ديه كمان اتوحشته

_ تدخل مصطفى رافضاً لذكر أي خلفات باتت في الماضي:-
مناجرة إيه بس صلوا علي النبي

_ تمتمت جميعن في آن واحد:-
عليه أفضل الصلاة والسلام

_ تابع مصطفى إسترساله بحثهم على خلق مواقف طيبة قائلاً:-
مفيهش مناجرة بعد النهاردة، اللي جاي كلاته فرح وبس مرايدنش الحزن يدخل دارنا تاني واصل

_ وافقته نادرة الرأي حيث أردفت:-
عنديك حج يا ولدي اللي جاي إن شاء الله كلاته فرح، ربنا يسعدكم ويحلي أيامكم

_ عقب مصطفى على قولها:-
يارب، ويخليكي لينا يا سيدة الجصر

_ تفاجئت ورد بتلقيبه لذاك المُسمي التي سبق ولقبتها به، إتسعت بؤبؤتي عينيها عليه وهي تحثه على عدم البوح بذاك السر، لم يكترث مصطفى لإشارتها الموحية إليه وبسذاجة هتف:-
إيه يا ورد مش ريداني أخبرها إنك أنتِ اللي طلعتي عليها الاسم ديه؟

_ صعقت ورد مما تفوهه للتو، لا تصدق أنه أخبر والدته بهذا بعد أن توطدت العلاقة بينهما أخيراً، تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها أهون عليها من نظرات الجميع المسلطة عليها

_ كم تمنت لكمه وبقوة حتى لا يعيد تكرار فعلته الغبية تلك لكن هل هناك مرات أخرى؟ إنتبهت على صوت نادرة وهي تقول:-
سيبها تجول ما بادلها ملكش صالح أنت

_ على الرغم من ردها الذي فاجئ الجميع إلا أن ورد لم لتكن لتفوت تلك الفرصة قبل أن تضع بصمتها وترد له الصاع أضعاف، أنتبه مصطفى لضحكها الذي دوى في المكان من شدته

 

 

 

_ رفع حاجبيها مستنكراً ضحكاتها وردد بفتور:-
عجبتك جوي؟

_ غمزت له ورد بإنتصار وأجابته بثقة:-
جوي جوي

_ عاتب مصطفى والدته رافضاً قلب الطاولة عليه:-
الحج على أمي اللي سابت إبنها وجت في صفك أنتِ

_ نهرته والدته بعصبية:-
وهي إيه؟ ماهي بتي كيف ما أنت ولدي تمام

_ أقتربت منها وأحاطت ورد فباتت الأخرى حبيسة ذراعيها ووصلت ما لم تنهيه:-
وغلاوتها زادت الضعف بجت تلاتة!!

_ لم يخفض مصطفى حاجبيه مذهولاً من الصفعات التي يتلقاها من والدته، على الرغم من كونه سعيد بهذا التغير الكبير إلا أنه لم يبديها لهم وتصنع إستيائه من تصرفاتها ليضيف لمسة مرحة للحوار:-
لو أعرف إن الغلاوة بتزيد كنت حبلت مكانها

_ إنفجرن ورد وهويدا ضاحكتين على داعبته عكس نادرة التي نهرته بقوة:-
اتحشم يا ولد أنت راجل متجولش إكده

_ دني مصطفى بخطاه منهن وهي يصيح عالياً:-
أيوة أكده عرج الحنفاوة طلع أهاه مش هتتغيري واصل ياما لو علجوا فانوس على راس المعتوس

_ برفق جذب ورد من بين يديها معتذراً لتصرفه:-
معلاش بجا رايد أنفرد بمرتي حبيبتي هبابة

_ بسلاسه وخفة حمل ورد بين ذراعيه وأولاهن ظهره فلحقت به السيدة نادرة بقولها:-
واد يا مصطفى براحة على البنية

_ لم يجيبها وأكتفي بالضحك فأعادت تكرار تحذيراتها:-
بالهدواة يواد

 

 

 

_ لم يستطع مصطفى التماسك لأكثر وانفجر ضاحكاً بقوة شاركته ورد في ضحكاته، سيطر على قهقهته بصعوبة وحاول طمأنة والدته بقوله مع آخر صعوده للأدراج:-
متخافيشي ياما اني حنين جوي

_ وجه بصره على ورد وسألها وهو يغمز إليها بخبث:-
مش إكده ولا إيه يا ورد؟

_ لكزته ورد بقوة في صدره فأوة بألم معاتباً إياها:-
يدك بجت تجيلة جوي

_ رفعت ورد كفها في وجهه مرددة:-
الله أكبر كفاية يد واحدة هيبجوا التنين

_ قهقه وهو يواصل مزاحه:-
هبجي أتوضي وتاخدي مية وضوي تغتسلي بيها بسيطة يعني

_ وضعها مصطفى على الفراش بحذر بينما حركت ورد رأسها مستنكرة تعقيبه عليها:-
إيوة يعني أنت ناوي تحسدني ونقضيها غسيل بمية وضووك

_ لم يعقب عليها تلك المرة بل خلع جلبابه سريعاً وكانت من نصيب الأريكة في إحتضانها تلك المرة، تابعت ورد ما يفعله بغرابة وقبل أن تسأله عما ينوي على فعله دوي صوته التي يحثها على الإنتباه له:-
سيبك من الحديت اللي ممنوش فايدة ديه

_ إعتلى مصطفى الفراش وفرد ذراعيه مرحباً بها في حضنه فلم تتردد ثانية وإقتربت منه حتى باتت بقرب قلبه شاعرة بنبضاته العنيفة أسفل أذنيها..

 

 

 

_ أحاطها مصطفى بذراعيه حارصاً على عدم الضغط على كتفها لكي لا يسبب لها الألم، أخرج تنيهدة حارة وهتف براحة شعر بها للتو حين هدأت نبضات قلبه مستأنسة بقربها:-
أأأأه، يا مرحب بيكي في مطرحك يا وردتي!
عودة حميدة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عرف صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى